الثلاثاء، ديسمبر 16، 2008

ع القهوة ...



في المقهي

مرتديا بنطاله الفضفاض وقميصه الكلاسيكي وواضعا كيسا من المناديل الورقية ومفتاحا لشقته الصغيرة علي المنضدة، جلس كعادته في المقهي ليحتسي قدحا من الشاي وليقرأ صحيفته المفضلة لمتابعة تطورات السياسة والمجتمع...في جنبات المقهي الهاديء لا تسمع الا اصوات الموسيقي

الخفيفة...وبعض ممن يهربون من ضجيج الحياة في الخارج...ما ان استقر علي مقعده الواسع ممددا جسده المتعب حتي استرعت اذناه صوت اقدام تقرع بخجل علي بلاط المقهي الهاديء...تحولت عيناه فلمح فتاة جميلة.. مرت بجانبه بخطوات متوترة صنعها الخجل المصحوب بمعرفة انها تحت المراقبة ... قصدت منضدة قريبة...لم يزوغ بصره عنها حتي استقرت علي المقعد واضعة حقيبتها الانيقة الي ان التقت عيانهما للحظة فادار راسه نحو الجريدة التي نسيها ماسحا علي جبينه بمنديل نسيه ايضا في قبضة يديه...حاول العودة الي الجريدة...لم يقرا شيئا...استعاد ذاكرة اللحظة السابقة..استحوذ عليه نظرتها الجريئة والخجولة..لكنه مالبس ان ان نظر ثانية ... فوجد عينان تبرقان سحرا وخجلا...وجه طفولي..يدان بيضاء تدلان علي لون قوام ممشوق تخفيه ملابسا محتشمة..

لكنها ايضا انيقة..خاتم ذهبي ازداد بريقا في اصبعها وسلسلة ذهبية تتمايل مع حركات رقبتها كلما انخفضت لاحتساء "الكاباتشينو" المنفوش وكانه انتفض ايضا..جلسة ثقة ووقار.. وعينان لا تنظران الا الي ما تحتهما...خيالات تهاوت الي وجدان الشاب الماخوذ... ملائكة صغار تتراقص خلف فتاته...التي ارتدت فستان ابيض انيق بنفس القدر...ارتدي بذلة سوداء ورابطة عنق فضية كتلك التي يراها في واجهات المتاجر الكبيرة في وسط البلد..عيناه اصبحتا خضراواتان..وشعره اصفرا ناعما مثل "ليناردو دي كابريو"...فجاة!!!

انتبه الي صوت رنين هاتف دوي في اركان المكان..نظر حوله فوجد الاخرين قد انتبهوا الي ما عكر صفو هدوئهم...ونظر امامه فوجد الفتاة تنظر بشغف الي هاتفها... وقفت...ادرك الشاب انها تستعد للرحيل..شعر بالحزن فلن يراها ثانية...خطت الفتاة مسرعة تجاه الباب...لكنها توقفت فجاة فاسرعت متوترة الي الخلف تنظر في ساعة يديها حتي وصلت الي الخزينة لتدفع بضع

جنيهات..واصبحت خطواتها الانثوية الخجولة مثل خطوات ارنب مذعور..خرجت الفتاة تاركة خلفها الباب محدثا دويا عنيفا...مما اغضب الاخرين من جديد..ظل يفكر للحظات فيما لو تزوج من فتاة انيقة ومحتشمة..جميلة ومهذبة...حتي لمحت عيناه هاتفها المحمول الذي نسيته..شعر بنشوة..فالفرصة

اتت من جديد..هم بالتقاط الهاتف..دفعه اهتمامه الي قراءة الرسالة التي حالت بينه وبينها.." منتظرك في الشقة ياحبيبتي..بابا وماما خرجوا ولن يعودوا قبل ساعة..منتظرك علي احر من
الجمر".. ابتسم ساخرا وعاد بملبسه التقليدي وبعينيه وشعره الاسودان الي الصحيفة ..تابع احوال السياسة والناس علي صوت الموسيقي الخفيفة التي عادت مرة اخري

هانى فؤاد.. قصة قصيرة

هناك 30 تعليقًا:

دعاء مواجهات يقول...

القصة للزميل الصحفى والكاتب المتميز

(هانى فؤاد )

اعطانى شرف نشرها فى مدونتى المتواضعه

اتمنى ان تحوذ إعجابكم ..
وهو بنفسة هيتابع التعليقات

تحياتى ليه مرة تانية بصفة خاصة على روعة وجمال التعبيرات والصدمة اللى ف آخر القصة ..

HERO يقول...

هي قصة جميلة والله بس كانت هتبقى احلى لو اتجوزوا بقى وخلصناها بس عادي بتحصل كتير وان الله حليم ستار

الاسلوب بتاع القصة عاجبني جدا والوصف الدقيق كمان جامد

تحياتي

جنّي يقول...

السلام عليكم

قصة جميلة تدعونا ان لا نخدع بالمظهر من اول لقاء وقديما قالو : تعرف فلان ؟ قال : نعم .. قالوا : عاشرته ؟ .. قال لا .. قالو اذن لا تعرفه ..

ولكن التخفي وراء الاحتشام والخجل ليس سبة للاحتشام وخجل العذراء بقدر ما هو شهادة للاحتشام فالسيء اذا اراد التخفي تخفى وراء شيء جميل ..

تحيتي لكي دعاء وللكاتب ..

سلام

Mony يقول...

فعلا قصة جميلة جدا
و مشوقة جدا جدا


و الاجمل ان نهايتها غير متوقعة بتاتاً


ربنا يوفقه

و شكرا لتقديمها لنا

مصــــري يقول...

بعد التحية لمواجهات العزيزة


جميلة جدا ياأستاذ هاني.
وفيها صدمة النهاية.
الشكل مش كل شئ والرسالة كانت مباشرة في النهاية.

أسامة

نعكشة يقول...

من مبدأ اتخذ لاخيك سبعين عذرا
فانا لو قريت رسالة زي دية ممكن افكر في احتمالات مختلفة

وبعدين ساعة هتعمل اية يعني

يلا خير عامتاً

الاسلوب حلو
بس انا مبحبش التطويل شوية مع انه كان مفيد انك تتخيلي المنظر

ممكن اكون انا نفسي بطول في الكلام بس انا ذات نفسي متناقضة


عامتاً

المظاهر خداعة طبعاً بس مش دايماً يعني

وبعدين دية دعوة لافتراض سوء النية

.........

اللي ضايقني بقة سلوك الراجل نفسة

ليه النظرة دية
و لية الشماتة دية
ليه مزعلش ولا اتصدم زينا
ولا قال ربنا يهديها لو كانت مش كويسة
و ربنا يعينها لو كانت الرسالة ليها فحوى آخر

عامتاً

السياق حلو كما قلت

الفكرة شائكة ( يعني اية شائكة اصلا) ههههههه
المهم يعني في المجمل الموضوع قميل

تسلمي

بالمناسبة

انا اخر موضوع كاتباه اسمه
- في المقهى-
سبحان الله

صدفة سعيدة

سلام عليكِ

و تسلم للكاتب
و تسلمي للعرض

سلام عليكما

Foxology يقول...

القصة جميلة فعلا خصوصا الوصف الجميل لرواد المقهى

النهاية غير تقليدية ... انها مثلا رجعت تانى تاخد الموبايل وبالتالى اتعرفت على البطل او انها نسيت الموبايل تماما وبعدين البطل احتفظ بيه وهى اتصلت بعد كدة ورد عليها واتقابلو علشان تاخد الموبايل ويتعرفو .. الخ

ان الله حليم ستار .. فعلا الواحد مينخدعش بالظواهر :)

تحياتى ليكى يا دعاء وللأستاذ هانى :)

Ahmed Mohamed يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ميرا ( وومن ) يقول...

دودو

القصة حلوة قوي واسلوبها رائع بالرغم من إن النهاية صدمتني

بس فعلا ليس كل مايلمع ذهباً

مجداوية يقول...

السلام عليكم

لفت نظرى جدا الصورة الملحقة بالقصة
ففيها قصص كثيرة
قد تكون أكثر إيلاما من قصة الأستاذ هانى
فالقصة مؤلمة
أتمنى أن يستغل سلاسة التعبير والأسلوب فى كتابة قصص غير صادمة فيكفينا بحق صدمات الواقع المرير الذى حولنا
لا أقول له زيف الحقيقة لأن ما رواه يحدث يوميا ولكن ما أقصده أن يكتب لتغيير هذا الواقع الصادم وهو يملك أدوات الكتابة

زيارة متأخرة لمدونتك المميزة فأرجو قبول اعتذاري

Empress appy يقول...

ما ده واقع الحياه ايه الجديد بقى اللى هنعمله علشان يغير

وحي القلم يقول...

القصة ممتازة جدا والوصف رائع
وممكن نقول فيها شوية واقعية
تحياتي

همس الاحباب يقول...

قصة جميلة واسلوب سلس
ونهاية مريرة وصدمة فى كل القيم والاخلاق
كل سنة وحضرتك طيبة
تحياتى

rovy يقول...

السلام عليكم
اختيار اكيد موفق يا دعاء لقصه جميله وتظهر لنا ان كثيرا ما يكون المظهر خداع و ربما الأحساس المتهور ايضا فبطلنا هنا اندفع باحساسه و مشاعره كثيرا
اسلوب متميز وجميل و بارع فى وصفه التفاصيل الدقيقه و احساسه بالمرأه او الفتاه ..

تقديرى و تحياتى له و لكى اختى الغاليه ..
دمتى بكل خير

أبو العريف يقول...

جميل

غير معرف يقول...

بجد راااائعه
ازاى الواحد فعلا ممكن يخدع بالمظهر
واد ايه المظاهر كدابه اوى

احيى كاتب القصه جدا على الفكرة وعلى اسلوبه
واكيد احيي ناشره القصه

سلامى يا دودو
:))

ahmed_k يقول...

ههههههههههههههه
طلعت من إياهم وخد بمبه
السياسه واخبار العالم أفضل
مش دايما الجمال والأناقه محفزان للإرتباط بمن تملكهم
فالهم الأخلاق ومثل تلك الفتاه رغم ما تملكه من وجه طفولي يحمل برائه وجمال لافت
ولكنها لا تصلح ان تكون زوجة وأم ,
القصه جميله جدا وتحمل فكره نبيله
شكرا يا دعاء على نشرك ليها وإمتاعنا بها

شفـقــة و إحســــان يقول...

القصة حلوة اوى اوى ونهايتها قوية جدا ....مش معنى ان لبسها محتشم ونظراتها خجولة انها تكون انسانة كويسة فى كتير بيحاولوا يستخبوا تحت ستار زائف
تحياتى
وحشتينا يا دودو

هاني فؤاد يقول...

الشكر لكي يا دعاء علي نشرك قصتي المتواضعة علي مدونتك وانا لاصحي كبير ولا حاجة ربنا يخليكي دا من زوقك واشكركم جميعا علي تعليقاتكم وحقيقة انا كانت ليا ثلاث تجارب فقط مع القصة القصيرة كتبتهم في فترة زمنية متقاربة قبل كدا وبعد كدا مكتبتش اي شيء بس بالتاكيد اللي بيكتب مش بيقرر انه يكتب ..ودا ينطبق علي اي حد بيكتب اي حاجة مش القصص والشعر بس..اشكركم جميعا وانا هرد علي بعض المعلقين اللي كانت ليهم وجهة نظر في القصة يمكن النقاش حولها وانا ايضا نشرت القصة علي مدونتي اللي ارجو انكم دايما تزوروها وتشاركوني الراي في اي موضوعات

هاني فؤاد يقول...

الشكر لكي يا دعاء علي نشرك قصتي المتواضعة علي مدونتك وانا لاصحي كبير ولا حاجة ربنا يخليكي دا من زوقك واشكركم جميعا علي تعليقاتكم وحقيقة انا كانت ليا ثلاث تجارب فقط مع القصة القصيرة كتبتهم في فترة زمنية متقاربة قبل كدا وبعد كدا مكتبتش اي شيء بس بالتاكيد اللي بيكتب مش بيقرر انه يكتب ..ودا ينطبق علي اي حد بيكتب اي حاجة مش القصص والشعر بس..اشكركم جميعا وانا هرد علي بعض المعلقين اللي كانت ليهم وجهة نظر في القصة يمكن النقاش حولها وانا ايضا نشرت القصة علي مدونتي اللي ارجو انكم دايما تزوروها وتشاركوني الراي في اي موضوعات

هاني فؤاد يقول...

مدونتي عنوانها

http://fadhfadh.blogspot.com/

هاني فؤاد يقول...

الي جني

بالطبع التخفي وراء الاحتشام ليس سبه له وانا قصدت ان اظهر انه احتشام فقط دون اظهار شكل هذا الاحتشام سواء بحجاب او بدون فالهدف عام لذلك يجب ان نستخدم تفاصيل عامة..وكلامك صحصح فهذا ما يظهر ان السيء يريد الظهور خلف شيء جميل

هاني فؤاد يقول...

الي نعكشة

الصدمة كانت مطلوبة ولم تكن تحتمل اكثر من معني وليس فيها دعوة لافتراض سوء النية لان سوء النية مقصود ولو كانت هناك اعذار لكانت قد ظهرت في القصة..والراجل من صدمته مقدرش ينطق وكمان المطلوب ان القاريء يفكر مش مطلوب ابدا افرض عليه نتيجة هو يقدر يفكر ويتخيل ..الراجل فاق ورجع لنفسه رجع للهموم الي عايش فيها رغم انه هرب منها للحظات..والرسالة لم يكن المقصود منها ابدا الاساءة للفتاة او المراة وانا لي قصة اخري اري انها تدافع عن المراة..الهدف ليس الاساءة الي المراة لكن الحديث كثر مؤخرا عن انه ليس كل ما يلمع ذهبا
تحياتي لك وارجو زيارتي علي مدونتي التي انشاتها اليوم
http://fadhfadh.blogspot.com/

هاني فؤاد يقول...

الي مجداوية

شكرك لكي علي تقديرك لكن من الصعب الحديث عن اشياء مفرحة فالكتابة غالبا ما تاتي مدفوعة بالاحباط والصدمة كما انني افضل استخدام اسلوب ساخر قد ينطبق عليه القول برقص الطير مذبوحا
تحياتي لك وسوف اقوم بنشر قصص اخري في القريب العاجل

http://fadhfadh.blogspot.com/

هاني فؤاد يقول...

الي احمد ك

احييك لانك اقتربت كثيرا في تحليلك مما اقصده من القصة

احساس لسه حى يقول...

زيزتى
كل سنه وانتى طيبة

اكيد وراء كل شخصية وانسان فى دنيانا

خطايا كثيرة

وكثيرون ينخدعون بالمظاهر

ولاكن ايضا المظاهر بتدل على شئ ما فى شخصيتنا


تحياتى

سلام

صوت من مصر يقول...

تسلم ايد الى كتبها بجد قصه جميله وفيها تعبيرات جو مصرى

دعاء مواجهات يقول...

انا بجد فرحانه اوى بالتفاعل الجميل مع القصة ودة لانها فعلا تستاهل

والف مبروك ياهانى على مدونتك اللى اخيرا سمعت لاكلام وعملتها

وان شاء اله هتكون من المدونات المتميزة جدا

وانا عن نفسى بحجز عندك كرسى دائم على باب المدونة ..

نورت مدونتى بجد ...

هاني فؤاد يقول...

الشكر ليكي يا دعاء انت الفضل يرجع ليكي افوق بس وهتلاقيني هنا علطول

دعاء مواجهات يقول...

يااااااااارب

تفووووووق ياااااارب

منور