الثلاثاء، أبريل 05، 2011

تلك .. الطفلــــــة







أحبها .. أدللها .. وأطمأن بها كثيراً ..أخشى عليها من كل الأشياء التى تحدث وتلك التى لا وجود لها فى عالمنا المرئى ..

تلك الطفلة التى لا تمل مراقبتى والسير خلفى فى كل اتجاة .. تخبرنى بأنها نوع من الملائكة الموكل اليهم حراسة البشر الهائمين أمثالى

أشعر بجوارها بالأمان والصحبة التى افتقدها فى سنوات عمرى الأخيرة ... أخشى عليها بالقدر ذاتة الذى تمنحنى بة الأمان بتلك الكميات التى يمكنها أن تبقينى على قيد بالحياة ..

تلك الحياة التى باتت محتمَلة بوجودها ..

أهرع اليها كلما طاردتنى مخاوف الواقع ويأس الغد .. أعلم جيداً أنها سبيل وحيد لمساعدتى على البقاء والتكيف وسط كائنات اعتادت القتل فى وضح النهار ..

كائنات تدعى البشرية وتخفى بداخلها شر الدنيا .. وخبث الموت

أصاب بالإرهاق التام وفقدان للرغبة فى الحوار أو المناقشة التى بدت احدى اسرع الوسائل للهجوم وفرض الرأى

اشعر بفوران وشيك لعقلى ونبذ موحش لشخصيات تلخص دورها فى ازعاج الآخرين وفرض الوصاية عليهم ..

تلك الأقنعة التى صارت واقعاً اعتادة البعض .. نخطئ كثيراً عندما نظن قابليتها للإختفاء بين يوم وليلة

صراعى المميت بين الرغبة فى الفتك بهم والقضاء عليهم وبين ادعاء التحضر وترجيح كفة النقاش .. يكاد ينتهى بإعلان صريح بالجنون

ذلك الجنون الذى أفضلة على كل الأشياء .. وأعترف بة وأمجدة ..

أخبرها بكل ذلك وأحكى لها عن صراعات يومية لامنتهية .. رغم ادراكى التام لعدم فهمها مابين حروفى من أوجاع ..

أحكى لها عن حنقى الشديد على ذاتى حين تجرأت وأغضبت شخصاً لا يستحق ذلك وجرحتة برفق متناهى وحماقة مفتعلة..

أحكى لها كيف عاقبتنُى وتحملت قسوتى حتى لا أعود لهذا مرةً أخرى..

أخفى عنها ضعفى الشديد وهشاشتى بعيداً عن أصابع يدها الرقيقة .. وأعترف بحبى للحكايا وامتهانى لإختلاق القصص من أجلها .. تلك الطفلة المميزة تملك بهجة الحياة وروعتها وتملك مقاليد سعادتى

أيتها الطفلة المختبئة هناك خلف أسوار الذاكرة .. أشتاق كثيراً لبرائتك وابتسامة بسحر العالم بإمكانها أن تغير موازين القوى وتعيد رسم الخارطة !!