
دائرة الحلم
تقف الآن فى مفترق الطرق حيت اللاعودة وصعوبة المواصلة
تعرف من البداية أن التمادى فى الأخطاء يفقدنا الفرصه الحقيقيه لإختيار ما يراة العقل قراراً سليماً .. تعرف أيضاً أنها أوقفت عمل هذا الكائن القابع داخل تجويف راسها
لا تستطيع أن تخبرة الآن بما يجب ان يعرفه نحو علاقتهما وقت طويل مر على كلمات كتلك حتى صارت علاقة ارتباط يحتضن قلبيهما فى اتفاق غير معلن بضرورة الإستمرار بهذا الشكل
أحبته كما لم تحب من قبل .. كان صديقاً وأخاً وحبيباً ....
تمنت أن تكتمل دائرة الحلم ليشاركها أيامها أمام الجميع دون خوف أو رهبه
لكن الدوائر ليست دائما تستطيع الإستمرار منفردة قد تتقاطع وقد تتشابك لتصبح مهمة الفصل بينها دربا من دروب العبث ..
يؤلمها كثيرا مجرد تخيل ما قد يعانيه هو من فراقهما .. دائما ما تشفق عليه من لحظات الألم
والوحدة .. تشفق عليه من فكرة الا تكون معه .. تقاسمه الحزن وتنزعه عن قلبه
تتسائل
من سيكون معه يخفف عنه آلام غيابها ..؟؟
أى حضن سيتحمل عمق حزنه سواها ..؟؟
أى قلبٍ سيقتسم معه ذكريات الفقد والمعاناه ..؟؟
من يمتلك أدوات محو الذاكرة ومحو الجرح ..؟؟
من سيدعمة من سيقوية ومن سيكون له مثلما كانت هى ..؟؟
اجابة واحدة تتوقف عندها مع كل سؤال .. وحدها من يستطيع فعل ذلك
لم تدربه يوما كيف يحيا بعد رحيلها .. كيف يحيا بدونها لم يكن خيارا مطروحاً ..
هل يمكن أن ينفصلا ولا ينفصلا فى الوقت ذاته .. تتمنى لو تحدث المعجزة....
تريد ان تفعل ويمنعها فزعها عليه من البوح بما يدور بعقلها .. ذلك الحجر الذى أسكنوة أجساد البشر وتوجوه على الكيان ليعلو اعلى نقطة فى الجسد البشرى ...
أن تسكن جسدك قطعه من القسوة .. تحاول الإستغناء عنها وفضها بعيداً عنك فتفشل كل محاولاتك .. وتعود الى حيث بدات
اليوم يؤكد لها طبيب القلب للمرة الخامسة انها لا يمكن ان تتزوج وتحيا حياة طبيعية ...
تعرف هذة الحقيقة قبل عام ونصف من مقابلتها له .. لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من حبه ... لم تقرر يوماً أنها ستحبه .. لم تكن تعرف حتى أنها بالفعل تحبه
صار طقساً مقدساً بأيامها .. أحلامها تتحقق قبل أن تعلن عنها .. احساسها يصل دون حروف
... أفكارها ومقترحاتها تقبل دون مناقشة ...
انه الوحيد الذى أشعرها بكيانها .. استطاع أن يغزو قلبها دون مزيد من التعمد
لم تحاول ولو للحظة إثناؤة عنها فقد كان هو كل ما تمنت أن تحصل علية بأيامها
خانته كأفظع ما يكون حين أخفت عنه أمر مرضها ..
الآن تفكر لماذا قابلت حبه بكل هذة الأنانية ..؟؟ كيف سمحت لقلبها بمقاسمته الأحلام والأمنيات وهى تعرف جيداً أن شيئاً لن يجمعهما سوياً بعد فترة قليله أقل مما قد يخيل لها..
كيف ستواجه أمر إختفائها من حياتة من أين تأتيها الشجاعه للإستسلام .. هل سيحميها حبه
من الضياع هل سيقوى ذلك الكائن الضعيف على مواجهة المرض بمزيد من الحب ..
هل يمكن أن يقيها حبه من لحظة ضعف أمام جبروت المرض .. لتبقى من اجله ..؟؟
دائماً ما يتكرر فى نومها حلم واحد ترى نفسها تصعد وتتسلق الهواء دون حبال فقط الجاذبية تدفعها كلما تشبثت بنقطة أعلى تصل لما فوقها فى شكل دائرى لا ينتهى.. ينقذها صعودها هذا من ألاعيب البشر والمكائد التى تنتظرها دوماً على الأرض .. ترى الدهشة فى عيون كل من شاهدها تتسلق الهواء يسألونها عن السر .. فتبتسم وتصمت
حين تستيقظ كانت تردد أنا لا أتسلق الهواء ولا أتشبث بالاشئ حبه يمنحنى قوة ويدفعنى لأعلى ويعطينى الأمل ...
قاطعها الحلم منذ فترة لم يعد يتكرر سوى على فترات متباعده حتى انتهى وجودة من مناماتها .. أصبحت أحلامها أكثر ازعاجاً تثير فى نفسها الرهبه والخوف مما هو قادم
فى المرة الأخيرة التى عاودها فيها الحلم ظلت تردد وهى شبة غائبة عن الوعى .. دعنى أصل لذروة الدائرة دعنى أتمسك بك .. أفلت الخيط من بين يديها .. فكان آخر أحلامها وكانت آخر كلماتها .. دعنى لأجلك ..
قصة قصيرة