
يومى الأخير داخل المستشفى ..
تماماً كأعراض انسحاب المخدر من الجسد صداع يوشك بالرأس على الإنفجار ألم حقيقى فى كل
أنحاء الجسد يزيد كلما ارتفع النظر لأعلى فيما يشبه الدوار المستمر نظرات زائغه وأطراف مرتجفه
وألم متزايد ودقات قلب متسارعه .. وأرجل متباطئه لا تعى هوية اتجاهها
هكذا أصبحت بعد أن اتخذت قرارى بالرحيل .. لم يكن من المعقول أن تستمر هذة المسرحيه طويلاً
الألم عميق لكنى أزعم أن الأيام كفيله بمحوة ... شجاعة لا أدرى مصدرها انتابتى فإستطعت
اتخاذ قرار اعتبرته أنت مستحيل الحدوث فى يوم من الأيام
لم تعترف يوماً بمهنتى التى أعدها مصدر كيانى ووجودى وسر بقائى
الكتابه لديك درب من الترف وإدعاء بالأهمية من الفاشلين ومروجى الشائعات
لكنها لدى حياة ورساله لا سبيل للتخلى عنها ..
كلما تذكرتك دوت فى أذنى كلمات أمى التى لم أنتبة يوماً لحقيقيتها ..
أحببتك بقلب طفله وجدت ضالتها ففرحت وتشبثت بها لم أتخيل يوماً أن أضيعك من يدى
.. أذكر كلماتها : الرجال لا يفضلون المرأة المستسلمه ..
.. ليس إستسلام إنه الحب
أمسك بيدك فى الطريق أمام أعين الناس جميعاً وكأنما أفخر بوجودى جوارك ولا أخجل من
تغامزهم وهمساتهم لم أكن أرتكب جرماً ... هكذا كنت اواجة الجميع
: الرجل لا يحب المرأة الجريئه
: فأغض الطرف عن كلماتها
أهتم برأيك فى كل حرف أكتبه وكل خطوة قبل أن أخطوها ..
كثيراً ما تعترض ..كائن دائم الإعتراض أنت
وكأنما خلقت لتعترض .. لا لشئ الا من أجل اثبات الوجود أحاول اقناعك ..
تصر على آرائك أتوصل
معك لأقل الحلول خسارة لى وأكثرها إرضاءً لك ..
هدفى كان الإحتفاظ بك ..
هدفك كان إثبات السيطرة والقدرة على تنفيذ ما تريد مهما خالف هواى وقناعاتى
: التنازل يبدأ بخطوة
فأرد .. لست على إستعداد لخسارته
أمى واخوتى وأصدقائى جميعهم يوجهون النصح ليل نهار لكنى لا أستمع لسواك ..
ما الفرق بين الحب والسحر ..؟؟؟
هل كانوا يقرؤن الطالع هل كانوا موقنين لهذة الدرجة أنى اسير فى الطريق الخطأ .. هل كنت أنا
الغافل الوحيد بينهم ..
لم تترك سلاحاً واحدا لم تستخدمة معى المكر الكذب الترهيب والتمثيل .. أسلحتك كانت أكثر تقدما
مـــا الفرق بين الحب والحـــرب ..؟؟؟؟
هل يمكن للخداع أن يصل ذروتة ليصل للإستبداد بالفرد وسلبه إرادته
أراك الآن أمامى أقبل عليك كمراهقة إنتهت لتوها من أداء امتحانها الآخير وحصلت على الدرجات
المتميزة تمنيت يومها أن أنقل إليك عدوى الفرح بجائزتى الأولى .. تسألنى فى عدم اكتراث عما حدث فأجيبك فى لهفه فزت بالمنحة الأدبية .. أنتظر تأثير الخبر السعيد عليك . أنتظر أن يتسع وجهك بالإيتسامه وتفيض عينيك بالفرح .. أنتظر أشياء ظننتها ستحدث ويطول انتظارى لكنها لا تحدث . مازلت تعد الكتابة درب من الهراء والعبث . أمر ليس ذو أهمية كى تفرح لأجله . فشلت جميع محاولاتى معك لتشعر بأهمية الكلمة ..
تجاهلت رد فعلك يومها واحتفظت بفرحتى فى قلبى .. وذهبت لأخبر أمى بما حدث فتجيبنى
.. لن تستمر العلاقة بهذا الشكل طويلاً .. سيكون مصيرها الزوال ....
يأتى ردى مقتضباً - أحبـــه –
ربما نحب أشياء هى أبعد ما يكون عما يحقق لنا الخير والسعادة
اليوم فقط أدركت ...
أتسائل كيف استطعت أن تجعلنى فى يدك كالدمية وأنا من لم يستطع رجلاً أن يخضعنى لقلبه
ربما كان هذا سر تعلقى بك .. فأنت الأول الذى عاملنى بصرامة وتحد من لقاؤنا الأول استطعت أن تثير فضولى للتعرف عليك ومعرفة كينونتك .. ببساطة شديدة استطعت خرق كافة حصونى من الوهلة الأولى .. انتظرتك أيام حتى اتيتنى لم أمانع من الجلوس معك والتحدث إليك فى أمور لم تحددها لى قبلاً .. لكنها قطعاً كانت فرصتى للتعرف إليك عن قرب
قالت لى يومها : لست مطمئنه
فأجبتها : لا تقلقى ألا تثقى بإختياراتى
- لم أعد حتى أثق بها أنا الآن –
يطوف بخيالى أشباح الذكريات مكالمات هاتفية مطوله جلسات منفردة خروجات نهارية تمتد رغماً عنا للساعات الأولى من الصباح شوارع وميادين نعبرها .. تسرقنا اللحظات يسرقنا الوقت ...
تسرقنى أنت من حياتى رغما عنى ...
مرات عديدة أظبتنى متلبسة أسائلنى عن الأسباب العميقة التى تجعلنى مسلوبة الإرادة أمامك
ألجأ للإجابة الأكثر إرضاءً لى انه حتماً الحب .. ذلك الساحر الخيالى يأسرنا فلا نملك معه حيلة ولا قولاً ..
كيف استطعت أن تتسلل لأوردتى .. كيف استطعت أن تتحكم بمزاجى ..
مقابلات عديدة تساوى الفرحة والنشوة والسعادة الوقتية ..
بعاد وهجر وخصام يساوى العصبيه والحزن والكآبة
تصحبها حركات وتشنجات عصبيه لا بأس بها - لم تكن تحدث من قبل-
وقتها فقط أيقنت بأنى أصبت بالإدمان
أدمنتك كما لم أدمن عقاراً آخر ...
هل كنت عقاراً أم كنت عقرباً ..
مواليد برج العقرب شديدى الذكاء مفرطى العاطفيه يتمتعون بقدر لا بأس به من الحكمة ووزن الأمور
الكثير من سيدات وبنات العائلة يحكون لى عن أدق مشكلات حياتهم يثقون فى حكمتى ورجاحة رأيى
أين ذهبت هذة الحكمة أمام جبروت عينيك ...؟؟؟
كيف استطعت أن تروض العقرب بداخلى وتكسر ذكاؤة ومكائدة وتبطل سمومة
كيف أحلته قطاً سيامياً تنعقد أقصى أمانية فى الحصول على رضى مليكة ..؟؟؟
قالت : انه يسلب إرادتك أنتى لا ترين كيف تخضعين أمامة أنا أرى أنا أمك...
ليس خضوع ولكن حب ...
أريدة شريكا لحياتى .. مستقبلاً سيتغير .. المسئولية حتماً ستجبرة على التغير .. الأطفال سيحيلونة لحمل وديع ..
لم تغيرك الأطفال ولم تحيلك إلا لوحش أكثر تشرساً لم تحمل مسئولية شئ وكأنه ذنبى أنى تمسكت بك ..
لم أكن اتصور أن يأتى الوقت الذى أتألم فيه بسببك لكن عذراً .. لست أنت السبب
أفيق على صوت أمى
هل تسمعيننى ..؟؟؟
فأومئ برأسى نعم
الكدمات الآلام والضربات فى كل أنحاء جسدى كانت كفيله بالقضاء على آخر آثار للإدمان بدمائى
ذلك المخدر اللعين المسمى مجازاً بالحب
تعجلت النهاية وكتبتها أنت بقلب بارد وأيدى ميته
تسألنى ماذا ستفعلين معه ..؟؟
فأجيبها : مات قبل أن يقتلنى
وجدوة فى اليوم التالى ملقى على أرضية غرفته وإلى جوارة حقنة فارغة من عقار مخدر..
قصة قصيرة