
أحبها كثيرا ولا أعتبرنى أتممت أكلى إلا إذا تواجدت بقوة على المائدة تمتلك حضورا ً يطغى على كل الأطباق المجاورة لها فى تحد صارخ لقدرتها على البقاء ..
الوانها تبعث فى نفسى البهجه والفرح وربما الأمل فى بعض الأحيان .. أتخذها رمزا ً للصحة والجمال فى آن واحد .. أعتبرها الملكة المتوجه على عرش أطباق قلبى ..
أول ما أسأل عنه عند الجلوس على المائدة .. ربما يخضع أى طبق آخر من الطعام لتجاهلى أو إستغنائى عنه إلاها فدوما كانت الأولى دون منازع ..
إنه وبلا أدنى شك طبق السلاطه الخضراء ولا ادرى لما أسموها بالخضراء مع أنها تحتوى على جميع ألوان الخضر والفاكهه ..
هكذا كانت بالنسبة لى على مدار ما يقرب من 10 سنوات من عمرى هى عمر وعيى على أحداث هذا العالم ...
بدأت مكانتها فى قلبى فى التراجع يوم اكتشفت اقتراب أحرفها من أحرف كلمة مشابهه أكرهها ككرهى لأسوء شئ فى الحياه تلك الكلمة كانت
السُلطه تلك التى تعطى لمن يتولى منصباً كبيرا كان أو صغير .. اكتشفت مؤخرا أن السلطه محور تغيير .. لا يمكن أن تخضع يوم لمسلمات أو قوانين محدودة .. للسلطة غرور .. للسلطة مقادير وحلول ..
قال لى أحدهم حين اشتكيت له خضوعى لرئيس ظالم فى عملى .. أنه أهون كثيرا ً من أى شخص آخر ..وذكر لى أسماء أناس يقفون جوارى ويساندونى .. قال لى لن تعرفى قيمة السلطة التى تخضعين لها حاليا ً إلا لو جربتى أحدهم ...
أصابتنى حالة من الوجوم والشرود .. حالة من التفكير اللا منتهى .. هل يمكن للإنسان أن يتغير 360 درجة لمجرد جلوسة على كرسى السلطة ..السلطة التى أعنيها لا أقصد بها فقط السلطة العليا فحسب وانما كل من تتاح له فرصة الجلوس فى مكان سلطوى يسمح له بممارسة القهر النفسى على الآخرين ..
لعنة السلطه حقا ً تصيب كل من يحصل عليها .. السلطة تؤكد لنا أنه لا ملائكه يحيون على الأرض .. تؤكد أن زمن المثاليات قد ولى إلى حيث لا رجعه ..
سؤال يطاردنى الآن ماذا لو حدث ذات يوم وحصلت عليها هل سأكون نسخة مكررة من أولئك اللذين أمعن فى ذكر عيوبهم ... وأهاجمهم؟؟
هل سيؤثر ذلك القهر الذى تعرضت عليه فى شخصيتى ليحيلنى إلى إمرأة أكثر شراسه ..؟
هل سأتعامل مع من هم دونى بنفس أساليبهم القذرة .. هل ستكون الفرصة حقا ً متاحه أمامى لكى أقتنص حقوقى التى اغتالوها قبل أن تصل إلى ..؟
هل سيتحول الأمر بالنسبة لى إلى ثأر شخصى وفرصه أتيحت مؤخرا ً لرد قليل مما سلب منى قهرا ً ؟؟
ماذا عنك أنت أيها القارئ الآن ....
ماذا لو وليت وأصبح بيدك زمام السلطه ..؟؟ هل سيكون وقت الحساب قد أتى أخيرا ً بعد الكثير من الإنتظار ؟؟؟
أم ستحاول أن تمتهن المثاليه مؤكدا للآخرين أنك لست مثلهم ..؟؟ الأمر يبدو أكثر صعوبه .. التخيل مهما حدث لن يعدو كونة مجرد تخيل لما قد يحدث يوما ًُ ولن يرقى إلى حد الواقع لاذى سيكون قطعا ً ..
حتماً سيبقى السؤال قائما ً حتى تأتيك الفرصه ....
ماذا تظن أنك فاعل بها ...؟؟؟؟؟
أما عن السلاطة الخضراء فقد تراجعت شعبيتها لدى باتت تعنى لى معان أخرى أكثر سوءً وددت لو أنى لم اقع فى حبها يوما ً ... لما يستلزم حضورها أمامى من معان ومواقف أخرى لم تكن تتواجد من قبل ..
ألا لعنة الله على السُلطه ...