
حلم المواطن (غين)
أخيرا ً إستطاع المواطن (غ) أن يستغرق فى نومة بعد 5 أيام من الصحو المتواصل الذى لم يستطع أن يتغلب علية بالنوم وبمجرد أن وضع جمبة يسارا ً أتتة الأحلام تتوالى يا إلهى من هذة التى أرى إنها أمى ترى ماذا تريد ان تخبرنى لقد ماتت لتوها منذ 3 أيام فقط من المؤكد أن لديها رسالة تريد أن تخبرنى إياها .. كل ذلك دار بخلدة بمجرد رؤيتة لوالدتة فى المنام فقد سمع كثيراً عن رؤية الموتى فى الأحلام لكنة أبداً لم يجرب ذلك أثار الأمر فضولة ونهض من سريرة ليحدثها متنبها ً وقبل أن يقول لها ما الأمر يا أم...
قاطعتة بنظراتها وإشارتها نحو الأرض لكنة لم يفهم شيئاً مما تقصد وإستنبط من الأمر أن أمة تشير إلى قرب ميعادة للقائها فى الآخرة وربما تحذرة وتنذرة إلى أن يحسن أفعالة وأقوالة فيما تبقى له من أيام فى هذة الدنيا فأثار الأمر شجونة وخوفة على أبناؤة الأربعة فلم يتبقى لهم فى هذة الدنيا سواة بعد أن فارقت زوجتة الحياة إثر مدفع (طائش بالطبع) من قوات الإحتلال الآمنة .. التى لاتتعرض مطلقاً للمدنيين الأبرياء قاطنى غزة والضفة وكل شبر فى الأراضى المستعارة
ثم أفاق من تفكيرة وشرودة وقال لنفسة ولما لاتكون أمى تشير لأمر آخر ربما لم أفهمة جيدا ً من إشارتها فهى كعادتها أم حكيمة وتحب ولدها الوحيد الذى هو أنا بجنون
فكيف يمكن ان تجيئ لتخبرنى بأمر كهذا وهنا تطرق ذهنة لأمر آخر
فربما تركت لة كنزاً ورثة عن أبية وخبأتة فى تلك البقعة التى أشارت إليها لكن سرعان ما أعرض عن هذة الفكرة أيضاً فحال أبية لم يكن أكثر حظاً منة ومما يعانية من بؤس وشرود وجوع كاد أن يفتك بأولادة لولا ما يأتيهم بين الحين والآخر من فتات المنازل المجاورة والتى لم يأتى منها شئ منذ 3 أيام أى منذ وفاة والدتة
ثم سرعان ما نحى هذا الإحتمال جانباً وفكر فى أنها ربما تكون وصيتها الأخيرة التى دفنتها هنا فى تلك البقعة من الحجرة الصغيرة المكدسة ببقايا أطلال منزل كان يحيون فية كآدميين يأكلون ويشربون وينامون يالها من أيام بشرية عظيمة كنا نحياها هكذا قاال فى سريرتة خشية أن يسمعة أحد أبنائة فيتحسر لحسرتة ويرى فى عينية ذل الحاجة والإنكسار ورعب الخوف من المجهول وهنا قرر (غ)
أن يكف عن هذا الهراء ويبحث عن الشئ التى أرادت أمة أن تدلة علية من خلال إشارتها تلك فنظر بعمق لأرض الغرفة التى لاتختلف كثيراً عن أرض منزل هجرة قاطنية من عشرات السنين فرأى بؤرة أكثر وضوحاً عن الثقوب المجاورة لها فنقب فيها بعمق وقال لعل الرسالة تكون هنا
وبعد تنقيب إستمر أكثر من 15 دقيقة وجد علبة زرقاء فهم بفتحها وكلة أمل وشوق ولهفة فوجد بداخلها كيس شديد السواد ففتحة ليجد بداخلة لفة قمااش أكثر سواداً ففتحها ليجد بداخلها رغيف من الخبز مقسم 3 أجزاء بة كمية من العفونة لا بأس بها لكنة كان فى سعادة غامرة فأخيراً سيطعم أولادة خبزاً بعد جوع إستمر 3 أيام متتالية وقطع علية فرحتة وغمرة تفكيرة هذا ورقة صغيرة ملفوفة بعناية ودقة على إحدى قطع رغيف الخبز ففتحها بفضول يملؤ عينية وقلبة ليجد رسالة من أمة تقول لة فيها ( كف عن التفكير والفرحة فأولادك جيااع )
وكأنها تقف معة فى هذة اللحظة وتشعر بة وترااة ولم يترك نفسة للعجب والحيرة والتساؤل مرة أخرى وذهب ليطعم أبناؤة وأخد ينادى عليهم (حماس- فتح-جهاااد) وإذا بة يستيقظ على على وقعة قوية من على فرااشة لتملئ الدمووع عينية حزناً على أولادة اللذين ماتوا إقتتالاً على لعبة صغيرة مكسرة وجدوها فى خرابة مجاورة وأفاق من بكائة على كلمات أمة فنظر لأرض الغرفة ليرى نفس البقعة التى رآها فى حلمة وأخذ ينقب وينقب وينقب لكنة ابداً لم يجد ذلك الرغيف الذى رآى فى حلمة فأيقن
أنة لم يكن سوى حلقة جديدة فى مسلسل السراب الذى أضحى هو وكل أهلة وعشيرتة وجيرانة أبطالاً لة و كما أصبح كل شئ فى حياتة سراباً بائساً حينها فقط أيقن أن حلمة هذا لم يكن سوى كابوساً ذكرة بضعفة وقلة حيلتة ووحدتة فى دنيااة هذة التى أضحت تتلخص فى كلمة واحدة (سرااااااااااب )