الخميس، مايو 26، 2011

بقعــة .. الذكــريات







يخبرها أنه يأسف على ازعاجه إياها .. يؤكد عن انزعاجه لشأنها ويأسف مئات المرات على خطواته نحو قتلها بشكل غير معلن .. يأسف وكأن الأسف فعل ملموس يمكنه أن يداوى ويشفى ويلملم جراح الماضى


تعترف له بمقدرة غير مسبوقه على الخداع وتطلب منه فقط أن يبتعد ويترك الدماء لتجف بفعل الزمن لكنه يرفض الإبتعاد ويصر على الإنتهاء من مراسم القتل كاملةُ فوحدها هى التى ستريحه


لم تعد تعبئ لأى شئ يخصه كل ما تريده فقط هو ايقاف نزيف الذكريات والعودة بأقل خسائر ممكنه الى حيث تستطيع أن البدء من جديد .. ترغب بشدة فى السير فى طريق لم تعهدة من قبل .. أن تُفقد ولا يعثر علَيها أى كائن كان

ما أصبح عليه وكل ما يحدث منه يؤكد لها مراراً أنه لم يعد الشخص الذى كان .. لم يعد ينتمى لها ولم تعد هى كذلك .. كيف لنا أن نمحو من الذاكرة تلك التى تسمى الذكريات .. كيف نقتل لحظات مضت علينا ولم تعد منها سوى بقايا تعلق بالعقل وترفض التخلى عنا فى فعل أقرب لمحاولة فاشلة للإنقاذ

يعود مراراً فقط لأنه يرفض فكرة أن تتخذ هى قرار النهاية .. تريدها صامته ويملؤها هو بالصخب الذى لم تعد تحتمله .. ولم تعدعلى استعداد له

يمارس معها فعل الغوايه بمقدرة تامه على الإيقاع بها مرات عده .. فتتظاهر هى بالإستسلام لتتأكد من أنه حقاً قد مات داخل قلبها وأنه شخص ناقص بدونها لم يعد يعنيها فى شئ ..

لا يتوقف عن ادعاء الحب .. ذلك الذى دمرة بيديه .. مشكلته الكبرى تتلخص فى أنه لا يريد أن يدرك أنه قد انتهى من زمن بعيد ولم يعد له وجود سوى بتلك البقعه المقيته التى تمثل نقطة ضعف كبرى لديها .. بقعة الذكريات

ببساطه شديدة يعود وببساطة أشد يذهب وكأن شيئاَ لم يكن .. وكأن دقات القلب تنبع من ارتطام احجار الطريق ببعضها البعض .. لم تعد تصدقة ولن تتحمل سماع صوته بعد الآن .. لن ترضى غرورة بعد الآن .